أنت نعم أنت !!! أنت القادر على تدمير نفسك بنفسك وانت القادر على اسعاد نفسك بنفسك
بقلم د محمد أسامة الفتاوي .
في هذه الحياة نجد اغلبية الأشخاص يظنون أنهم هم على حق وغيرهم على خطأ وهذا ما يجعل من تثقيف هذه الفئة وتعليمهم أسرار الحياة مسألة معقدة وليست سهلة كونهم لن يعترفوا بخطأهم وسيكابرون ويكون النقاش مع هذه الفئة عقيم واقرب للجدال منه للنقاش .
ومن هنا يتبين لنا أن الحياة فلسفة وأن لكل انسان طريقته في فلسفة الحياة وأن الغالبية العظمى يمتلكون أو يستخدمون فلسفة عقيمة تجعل من حياتهم شقاءا وتعبا وبؤسا دائمين وترى ما لديهم يجب أن يدعوهم للسعادة والهناء ولكنهم لا يحصلون عليها بسبب قصر نظرهم وعدم فهمهم لماهية الحياة وعدم معرفتهم بملكاتهم التي لديهم والتي ان استخدموها غيروا حياتهم للأفضل وساروا على طريق الوصول الى السعادة ونحن نقول هنا على طريق الوصول لأنهم لم يدركوا بعد ما هي السعادة وما هي عناصرها ومكوناتها .
فلو أخذنا مثالا عن شخص مصاب بالاكتئاب وكل ما يدور في خلده هي أفكار سلبية قلبت حياته رأسا على عقب فتراه حزينا وكئيبا ومتألما جدا ويبكي ولا يرى في الدنيا ما بدعوه للحياة حتى تراه يتمنى الموت على على البقاء في مثل هذه الحياة ومثل هذه المشاعر التي بدأت تدمر نفسيته وتحطم فيه وتراه يذهب الى الطبيب ويصف له العلاج وهو يظن أن العلاج سوف يخرجه مما هو فيه فتمضي الايام والأسابيع وهو ينتظر أن يتم شفاؤه عن طريق الدواء ولكن دون جدوى وسيبقى على هذا الحال طالما لم يقم هو نفسه بفرض ارادته على نفسه وطرد الوساوس من راسه والبدء بالتفكير الايجابي فيبقى مرضه قضية خاصة به لا يستطيع أي طبيب في الكون من شفاءه كون مشكلته في افكاره ولا يوجد دواءا يغير الأفكار بل ان العلاج الذي يأخذه هو مجرد وسيلة مساعدة ليتمكن من استعادة السيطرة على نفسه بعدما فقد زمام المبادرة وفقد السيطرة على نفسه وعلى مشاعره وهنا بقيت الكرة في ملعبه وحده فان لم يقاوم وبارادة صلبة وان لم يغير ما في نفسه من افكار سلبية ويدخل مكانها أفكارا ايجابية فسيبقى على حاله بل ربما تسوء حالته أكثر وأكثر ولكنه حين يستعيد زمام المبادرة ويبدأ بالتحكم بنفسه وبمشاعره ويقمع المشاعر السلبية بكل قوة وارادة وينمي في داخله مشاعرا ايجابية ويزرعها مكان السلبية وما أن تتوفر لديه الارادة بفعل ذلك حتى يبدأ بالتحسن وحين يصل الى قناعة بأن هذا مرض عادي وليس مزمن ولن يبقى على هذا الحال مدى الحياة كما كان يظن فستجده بدأ بالتحسن والتقدم في العلاج من خلال نفسه وما الطبيب سوى مساعد فقط ولا أحد يمكنه مساعدته سوى هو نفسه وهنا تراه بعد سيطرته على نفسه يبدا بطرد الافكار السلبية وتنمية افكار ايجابية ويبدا يبحث لنفسه عن حافز للحياة كونه فقد الحافز للحياة أثناء مرضه بالأكتئاب وحين يضع يديه على الحافز ويبدأ بتغيير أفكاره فسيكتشف رويدا رويدا أن مرضه كان عبارة عن أفكار سلبية واحباط ويأس وفقدان الرغبة في الحياة وهو كله من صنع نفسه وأنه هو وليس الدواء من يستطيع شفاء نفسه وهنا يبدأ بتغيير افكاره والتخلص منها وبمجرد أن تخلص من افكاره السلبية وبدأ يتفاءل في الحياة وأوجد حافزا يشجعه على الحياة فسيبدأ بالشفاء شيئا فشيئا حتى يشفى تماما وحين يشفى تماما يكتشف أنه هو نفسه الذي خلق هذا المرض لأن مرضه كان مجرد مشاعر وأحاسيس يائسة دخلت الى نفسه فاثرت فيها فجعلته يكتئب وحين يكتشف ذلك يجد أن كل مرضه كان من خطأه في معالجة بعض المواقف وخطأه في تقدير الضغط النفسي وفي ذات الوقت خطأه في تقدير نفسه على تحمل الضغط الشديد الذي حمله لنفسه حتى أوصلها لهذا الموصول وهذا دليل قاطع وثابت وغير قابل للقسمة على اثنين وهو أن الانسان عبارة عن خليط من الفكر والمشاعر والأحاسيس وأنه هو القادر على التحكم بنفسه وارشادها الى الطرق السليم وهو القادر على تدمير نفسه بنفسه وهو القادر على اسعاد نفسه بنفسه وكل زمام أموره قد يتحكم فيها عقله بالاضافة الى مشاعره وهذا هو الانسان وهذه هي مكامن القوة ومكامن الضعف فيه وهو حاكم نفسه وهو من يقرر مصيرها .
تعليقات 0