ليبقى الألم بداخلنا سرا ، لا نبوح به إلا لأنفسنا!!!؟

8 نوفمبر 2018 - 12:35 ص

ستبدأ بالتساقط ..🍁.. أوراق الخريف
وستفقد الأغصان ، أحبتها
فهل رأيت يوما ، دموع شجرة ..؟
ستتساءل :
هل تبكي الأشجار ..؟
كل شيء حي ، يبكي لفقد جزء منه ..
إلا أن الأشجار لا تشبهنا ، لأنها تطمر أحزانها تحت جذورها ، كي لا تقلق ابتهاج ثمرة ، ولا تزعج طيورا اتخذت من أغصانها وطنا مجانيا ، لا يحتاج الى خلو ، أو إيجار ..
فكم من شجرة تمنت ، لو أن فصل الخريف لا يعود
وكم من ورقة صفراء ، حاولت ألا يجهضها الموت
وألا تكن ممن إختارتها الجاذبية ، لتكون كومة من الذكريات ، على أرصفة الطرقات ..
وكم من فراق ، لم يلاحظه أحد من المارة ..
وكم من سقوط ناعم ، لم يحدث ضجيجا مدويا على أسفلت العمر
وكم من رحيل ، لم يرفق به القدر
وكم من شتاء ، وضب أمطاره ليغسل جنازات الورق ، ويأخذ عزاء الكائنات بصمت ،
وكم من شارع قدمت له مواسم الخريف تضحيات كبيرة،
لتتمكن ولادات جديدة من أخذ هوية من سقط ،
فلنكن إذا ،كما الأشجار
ليبقى الألم بداخلنا سرا ، لا نبوح به إلا لأنفسنا
ولنسقط أوراق من أحببناهم ورحلوا
ولنجعل من أماكنهم وطنا للعصافير ، لتغرد كيفما تشاء
ولنحاول كنس ما نفق ، من الذكريات
لنملأها مجددا ، بذكريات جميلة
تزهر كل عام ، وترحل حين تنتهي صلاحية الأيام ،
وتذبل أوراق العمر
ولنطمر أحزاننا في ابتساماتنا ، ونضع على رخامة رحيلها الكثير من الورد الأبيض .
بقلمي
محمد أسامة الفتاوي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *